أيهما أفضل "تداول الذهب أم ادخاره" ؟

الذهب من أبرز المعادن النفيسة، كونه ملاذَا أمناً وقت التوترات السياسية والأزمات الاقتصادية.
ولايزال السؤال الأهم هو هل التداول عليه أم استثماره أفضل. الإجابة ترجع لك بشكل مباشر حيث تعتمد على أهدافك المالية والاقتصادية، وعلى درجة المعرفة بسوق الذهب ومستوى التخطيط المالي لك.

أولا: تداول الذهب، وكيف نستفيد من هذه الخاصية

بشكل مُبسط فإن تداول الذهب هو عملية شراء وبيع الذهب بغرض تحقيق أرباح ناتجة عن فرق الأسعار مما يجعل الأمر يعتمد على توقعات حركة الأسعار باستخدام أحد العلوم المتبعة مثل التحليل الفني والأساسي ومتابعة البيانات والتغيرات الاقتصادية، فإذا كنت تخطط لتداول الذهب، يجب عليك أن تكون على دراية بالمخاطر المتعلقة بالأسواق وكيفية إدارة رأس مالك.

أنواع وأدوات التداول على الذهب

- الأسواق المادية: يمكن شراء وبيع الذهب الفعلي بشكل مادي، ومثال على ذلك القطع النقدية الذهبية، الأونصات، الحلي أو القضبان الذهبية، حيث تتم هذه الصفقات عادة في متاجر المجوهرات أو البنوك أو أماكن أخرى تقدم خدمات التداول على الذهب الفعلي.

- صكوك الذهب: هي أدوات مالية تمثل ملكية كميات محددة من الذهب. يمكن شراؤها وبيعها عبر الأسواق المالية. كما تسمح للمستثمرين بالتداول دون الحاجة لامتلاك الذهب بشكل مادي.

- صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs):
تعتبر صناديق الاستثمار المتداولة المرتبطة بالذهب أداة شائعة في التداول، والتي تتيح للمستثمرين التعرض لأداء سعر الذهب دون الحاجة لامتلاك الذهب الفعلي، حيث يمكن شراؤها وبيعها داخل الأسواق المالية.

-العقود مقابل الفروقات - (CFDs)
تتيح هذه العقود للمستثمرين التداول دون الحاجة لامتلاك الذهب الفعلي، حيث يمكن تنفيذ الصفقات من خلال منصات تداول عبر الإنترنت.

يعتمد الوقت المناسب لتداول الذهب على أهدافك والاستراتيجية المتبعة، فتداول الذهب يتم على مدار 24 ساعة يوميًا في الأسواق العالمية، وهذا يتيح للمستثمرين مرونة كبيرة في اختيار الأوقات التي تناسبهم. أفضل أوقات التداول هي التي تتسم بالتحركات الكبيرة تزامنا مع افتتاح المراكز المالية الكبرى مثل لندن ونيويورك، وذلك بعد القيام بتحليل الرسوم البيانية لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة ودراسة الأنماط السعرية المختلفة وكذلك المؤشرات الفنية للمساعدة على اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء التداول، كما أنه من المهم متابعة البيانات الاقتصادية للدول صاحبة التأثير المباشر على تحركات الذهب مثل الولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا، وهنا لا يجب أن ننسى دور السياسة العالمية في التأثير على أسعار الذهب، على سبيل المثال: "تصاعد التوترات الجيوسياسية أو تقلبات الأسواق العالمية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب".
..
ثانيا: ادخار الذهب، وكيف نستفيد من هذه الخاصية

عملية تخزين الذهب بغرض الاحتفاظ به كوسيلة للإدخار أو الحفاظ على القيمة، يمكن أن تتم على شكل مادي مثل القطع النقدية الذهبية، الحلي، الأوقيات، أو أي شكل آخر من الذهب الخالص.

كما يمكن أن يستخدم الأفراد والمستثمرون الذهب كوسيلة لتخزين قيمتهم والتحصين ضد التضخم أو الأزمات الاقتصادية.

هناك عدة أسباب تجعل الناس يفضلون ادخار الذهب ومنها:

الاستقرار في القيمة: يعتبر الذهب من الموارد الثمينة والتي تحتفظ بقيمتها على مر الزمن، فيمكن استخدامه كوسيلة للحفاظ على الثروة على الأمد الطويل.

الحماية من التضخم: عندما يزيد معدل التضخم، يمكن أن تزيد قيمة الذهب بشكل مقابل، مما يساعد على الحفاظ على القيمة الشرائية للمدخرات.

الأزمات الاقتصادية: يعتبر الذهب ملجأ آمنًا خلال الأزمات الاقتصادية والسياسية، حيث يتزايد الطلب عليه في مثل هذه الفترات.

من الجدير بالذكر أن ادخار الذهب يتطلب الاهتمام بتخزينه بشكل آمن، ويمكن أن يكون هناك تكاليف مرتبطة بشراء وتخزين الذهب الفعلي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتأثر أسعار الذهب بعوامل متعددة، بما في ذلك العرض والطلب العالميين وتغيرات في الأحداث الاقتصادية والسياسية.

الوقت المناسب لادخار الذهب

الوقت المناسب لادخار الذهب يعتمد على الأهداف الشخصية والظروف الاقتصادية والمالية كما ذكرنا سابقا حيث قبل البدء في ادخار الذهب، يجب أن تحدد أهدافك بوضوح،

هل ترغب في حماية قيمة مالك من التضخم؟
هل تهدف إلى تحقيق عوائد مالية على المدى الطويل؟

تحديد أهدافك سيساعدك على اتخاذ القرار الصحيح بشأن كيفية ادخار الذهب مع مراعاة توقيت الشراء حيث توجد أوقاتًا معينة للحصول على أسعار مناسبة لشراء الذهب مثل اثناء العروض الترويجية أو التخفيضات أو الأحداث العالمية كالتوترات الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية مثل حالة ارتفاع معدلات التضخم إلى جانب العرض والطلب العالميين.